أحيا المنشد البريطاني العالمي سامي يوسف حفلاً كبيراً مساء أمس بالمسرح المكشوف بكتارا حضره الآلاف.
وقال السيد أحمد بن صالح الخليفي، رئيس المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في تصريح خص به «العرب»، إن هذا الحفل هو باكورة افتتاح احتفالية «قطر ـ المملكة المتحدة 2013»، فضلا عن معرض «تعارف».
وأتحف الفنان سامي يوسف جمهوره العريض بالدوحة من ريبيرتواره الجديد والقديم وبدأ الحفل بفيلم قصير عن طريق الرسوم المتحركة يوثق لزيارته الأخيرة للدوحة بدءا من ركوب طائرة الخطوط الجوية القطرية و«كروة» ووصولا إلى المسرح المكشوف، ليرحب بعدها بالجمهور ويؤدي نشيد «سلام» وهو من ألبومه الأخير الذي وقعه الجمعة الماضية في فيرجن ميجاستور بفيلاجيو ثم نشيد الصلاة على الحبيب.
إلى ذلك، ردد الحضور مع سامي يوسف نشيده الشهير «أمتي/my oumma»، ثم دعوة للابتسامة عن طريق نشيد في الموضوع و«يامحمد»، ليردف بعدها بنشيد يحث على التشبث بالأمل وعدم القتل.
وكان لنشيد «أماه» وقع خاص، وهو مهدى من الفنان إلى كل الأمهات، إذ أسرّ سامي أن من بين الحضور أمه وأباه وعائلته، وهو مقتبس من الحديث النبوي الشهير الذي يدعو للبر بالأم «أمك ثم أمك ثم أمك..» ثلاث مرات.
ولم يقتصر اقتباس سامي من الحديث النبوي الشريف نشيد الأم، بل نشيده الموالي حول الحث على التبسم باعتبار تبسمك في وجه أخيك صدقة.
وكان لنشيد «المعلم» وقع خاص على الجمهور، الذي ذكّره ببدايات سامي يوسف الفنية، وأداه عشاق سامي بتفاعل كبير. وكان القعود في جنبات المسرح المكشوف يتبارون فيما بينهم في من يؤدي أفضل، واستقر رأي سامي في بادئ الرأي على الجهة اليمنى، وهو ما قابلوه بالتصفيق الحار.
وبعد مقطع موسيقي صامت تم بث كواليس اختيار المواهب عن طريق اختبار أجراه سامي بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي وأسفر عن فوز الخماسي: عبدالله الملا، محمد المانع، نادر عبدالسلام، جنى حاج علي، ومحمد عودا، ليصعدوا إلى المنصة الواحد تلو الآخر، ويفترشوا الأرض في جلسة تراثية جميلة توسطهم الفنان سامي يوسف وهو يعزف على العود وأدى: ألا بذكرك قلبي يطمئن ثم أسماء الله الحسنى، قابلها جمهور كتارا بالتصفيق والهتاف.
وقال الفنان سامي يوسف خلال الحفل، رغم أنني لا أتدخل في السياسة، فإنني أعرب عن تضامني إنسانيا مع الشعب السوري وأرجو أن يتوقف القتل فورا، وهو ما يبرز عمق الفنان الإنساني والروحاني الداعي للوئام ونبذ العنف والقتل.
وكان أحمد سالم، منتج ومدير ETM الدولية، قد صرح في وقت سابق أن حفل سامي يوسف يعدّ سابقة في منطقة الخليج باعتبار حجمه وأهميته، وقال: «نحن على يقين أن الجمهور سيستمتع بهذا الحدث الفنّي الرائع» مشيراً إلى أن التعاون مع كتارا يسهم في دعم الشباب الموهوب وتحقيق رؤية كتارا لعرض واكتشاف المواهب المحلية.
وأعرب أحمد سالم عن تطلعه إلى لقاء جمهور سامي يوسف ورؤية مواهب الفنانين القطريين وهو ما تم مساء أمس.
يشار أن زيارة سامي لقطر هي السادسة من نوعها، وقال: إن قطر في كل مرة تزداد ألَقاً وجمالا، معتبرا أن عرضه بالمسرح المكشوف هو «رسالة للسلام لكل الجنسيات في قطر» واحتفاء بالقيم الإنسانية، معتبرا ما تقوم به كتارا بالأمر الرائع، و «هي الأفكار نفسها التي نشتغل عليها من جمع الناس واحترام التعدد والاختلاف الذي هو رحمة».
وحول ألبومه الجديد الذي وقعه الأسبوع الماضي والموسوم بـ «السلام»، ذكر سامي يوسف أنه ألبوم شخصي له يعبر عن حلمه بالواقع عندما نضع الخلافات جانبا.
وقال: «أنا أقوم بالتأليف للتعانق مع الروحانيات ولا أغني من أجل الغناء فقط».
وجاء أداء سامي يوسف خلال الحفل بشكل مباشر، معتبرا أن طريقة الأداء عن طريق الترديد خلف التسجيل المسبق (بلاي باك) تنمّ عن قلة احترافية وعدم احترام ذوق الجمهور، ورافق سامي يوسف فريق عالمي من ألمانيا وإنجلترا ومصر وغيرها من الدول.
وشدد الفنان البريطاني المسلم أنه لا يتاجر بالدين، وأنه مؤمن بالفن والروحانيات وجمع الناس وتقريبهم من الحقيقة المطلقة، داعيا إلى التركيز على المحتوى والمادة التي تجد طريقا جديدا.
وقال سامي: «أنا شخص حداثي، لكن أومن بالتقاليد.. أنا ابن القرية، وما حققته من نجاح طيلة العشر سنوات الماضية هو بفضل الله ومنّته»، مشيراً إلى أن ما قدمه من روحانية سليمة تكبر يوما بعد يوم.
تجدر الإشارة إلى أن سامي يوسف تلقى دراسته في إحدى المعاهد الموسيقية المرموقة في العالم– الأكاديمية الملكية للموسيقى في لندن، الموسيقى كانت هي المصير الحتمي، فقد بدا ذلك جلياً منذ صغره ولم يكن حدثاً مفاجئاً؛ بل خطوة أقدم عليها بكل ثقة. تعلم العزف على العديد من الآلات الموسيقية بما في ذلك البيانو والكمان والتار والتومباك والسنتور والدف والطبل والعود وغيرها من الآلات، وكان ذلك في سن مبكرة جداً.
حسن مظهره وسمو أخلاقه ودفء قلبه جذب الكثير حتى الصغير منهم اعتبر سامي مثلاً أعلى وقدوة، وهو ما يتجلى كذلك عند مقابلته المباشرة لجمهوره إذ يرد التحية بأفضل منها. لا يفرق بين الكبير والصغير والمرأة والرجل. فكلهم عنده سواء، وأسهم فنه في هداية الكثير من عشاقه بسبب فنه الملتزم. موسيقاه لم تملأ آفاق لندن ولوس أنجليس فحسب ولكن توغلت بشكل كبير وفعال في شبه الجزيرة العربية أيضاً. بالإضافة إلى حضوره الواسع على مستوى العالم وأدائه في أشهر القاعات المرموقة مثل قاعة ويمبلي في لندن، قاعة المزار في لوس أنجليس وفيلودروم في كيب تاون– جنوب إفريقيا، فإن غناءه يوم الخميس المقبل بالمسرح المكشوف سيضاف إلى هذا المسار المتميز. فهو أحد أشهر شخصيات المملكة المتحدة في العقد الماضي. في غضون 7 سنوات. أبحر ببراعة عكس التيار– وملك قلوب وعقول الملايين من الناس في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية وشمال إفريقيا. بمنحاه ومبدئه قام بصياغة نمطه الخاص الذي أطلق عليه– Spiritique حيث تتجلى هوية سامي على حد سواء موسيقيا وفلسفيا في ألبومه الثالث، أينما تكون، Spiritique هو نتاج هوية سامي، البريطاني المسلم الفخور بهويته.
يذكر أنه تمّ في وقت سابق من هذا العام تعيين سامي يوسف كأول سفير عالمي لـ «لصلتك» وهي عبارة عن مبادرة جديدة لإشراك قطاعات المجتمع العامة والخاصة والأهلية لتعزيز إيجاد فرص عمل على نطاق واسع، وتنظيم المشاريع والحصول على رؤوس الأموال والتسويق للشباب.http://alarab.qa/details.php?issueId=1822&artid=220010